شهدت "دبي الذكية" تخريج 35 مشاركاً في دبلوم تصميم الخدمات الذكية المعد بالتعاون مع جامعة دبي ومعهد دبي للتصميم والابتكار لأخصائيي تجربة المدينة الذكية".

جاء ذلك خلال حفل شهد حضور سعادة يونس آل ناصر مساعد مدير عام دبي الذكية، والدكتور عيسى البستكي رئيس جامعة دبي، ومحمد عبدالله، رئيس معهد دبي للتصميم والابتكار، وخريجي الدبلوم الذين يمثلون 27 جهة حكومية وشبه حكومية والقطاع الخاص في دبي.

ويهدف الدبلوم، الأول من نوعه في المنطقة وفي نطاق المدن الذكية، إلى تمكين ودعم أخصائي تجربة المدينة الذكية وتزويدهم بالمعرفة وأفضل الممارسات لتحسين الخدمات الرقمية الحالية، وتقديم خدمات رقمية جديدة أكثر صلة بالتحول الرقمي في المدينة ذكية. وتم تصميم الدبلوم للممارسين الملمّين بالخدمات المقدمة على أرض الواقع، ومعتمد في مجال التصميم أو البحث.

وخلال الحفل، قال سعادة يونس آل ناصر: "تولي دبي الذكية أهمية كبرى لتأهيل الكوادر وبناء الخبرات التي تخدم رؤى وتطلعات القيادة الرشيدة الرامية إلى بناء طاقات بشرية قادرة على دفع الابتكار في كامل القطاعات التقنية، وخلق نموذج عالمي رائد في منظومة التحول الرقمي في دبي. ويمثل هذا الدبلوم خطوة رائدة نحو تحقيق مستهدفات استراتيجية دبي الذكية ومواكبة كافة التطورات العالمية في إدارة المدن الذكية والبناء على ما تم إنجازه في هذا الصدد".

وأضاف سعادته: "نحن سعداء بتعاوننا مع جامعة دبي ومعهد دبي للتصميم والابتكار في إنجاح هذا الدبلوم، وهو ما يعكس شراكتنا الاستراتيجية الممتدة لسنوات مع الجهات الحكومية من أجل الوصول إلى تطبيق أفضل الممارسات والحلول الذكية وخلق جيل جديد من رواد التحول الذكي في مختلف القطاعات الحيوية. ونأمل أن يكون الدبلوم خطوة نحو المزيد من التعاون الذي نهدف من وراءه إلى جعل مدينة دبي المدينة الأسعد والأذكى على وجه الأرض".

كما توجه سعادة يونس آل ناصر خلال كلمته بالتحية لفريق عمل "الدبلوم المهني لتعزيز المهارات الرقمية لأخصائيي تجربة المدينة الذكية" على جهودهم التي استمرت على مدار شهور من أجل تحقيق أفضل النتائج في تأهيل المشاركين وفق أحدث الرؤى العالمية في إدارة منظومة الخدمات الرقمية الذكية والمساهمة الكبيرة في دفع جهود دبي الذكية إلى الأمام بفضل تأهيل المزيد من الكوادر البشرية المدربة.

ومن جهته أشار رئيس جامعة دبي الدكتور عيسى البستكي إلى أهمية تسليط الضوء على التقنيات الرقمية الناشئة التي ستؤثر في بناء أجيال المستقبل. وأضاف: "لذلك، نحن في جامعة دبي حريصون على تنمية مهارات الطلبة في ظل الثورة التكنولوجية وتصميم الخدمات التعليمية التي تساهم في تمكين وتطوير قدراتهم وكفاءاتهم الإبداعية."

وقال محمد عبد الله، رئيس معهد دبي للتصميم والابتكار: "إن إعداد الجيل القادم من الموهوبين لدخول سوق عمل متغير أمر فائق الأهمية للاستمرار بنجاح وتقدم اقتصاد المعرفة والابتكار في دولة الإمارات والمنطقة ككل، وللتصميم دور مهم في هذا الأمر إذ أنه يؤنسن التكنولوجيا ويساعد على تعزيز روح الإبداع ويقرب الناس من التجارب الرقمية وخصوصاً مع استمرار التحول التكنولوجي الذي أحدث تغييرات غير مسبوقة في العالم. وتتزايد أهمية تطوير مهارات مستقبلية تسخر الإمكانات والموارد لإيجاد مدن ذكية تسعد ساكنيها وصديقة للبيئة وخالية من التلوث، ويسعدنا الشراكة مع دبي الذكية ونتمنى للخريجين كل التوفيق والنجاح".

ويأتي الدبلوم المهني لتعزيز المهارات الرقمية لتعريف أخصائيي تجربة المدينة الذكية المشاركين بأفضل الآليات والممارسات الرقمية الحديثة بما يلبي تطلعات دبي بالارتقاء بالتجربة الرقمية للمدينة الذكية.

وانعقد "الدبلوم المهني لتعزيز المهارات الرقمية لأخصائيي تجربة المدينة الذكية"، خلال الفترة ما بين الأسبوع الأول من سبتمبر والأسبوع الأول من نوفمبر 2020ـ، وحصل بموجبه المشاركين على شهادات معتمدة من "هيئة التنمية والمعرفة البشرية في دبي" و"دبي الذكية".

وارتكز الدبلوم على استخدام التقنيات الحالية والناشئة، وذلك للمساعدة في تسريع عملية الابتكار، والمساهمة بشكل مباشر في تحسين الاقتصاد والبيئة وجودة الحياة في دبي. وسلط الدبلوم الضوء على آليات متطورة للمساعدة بشكل مباشر في التحسينات المستمرة في عدة مجالات في المدينة كالاقتصاد والبيئة وجودة الحياة الرقمية في دبي. ويندرج هذا الدبلوم ضمن برنامج "تصميم المدن" أحد برامج ومشاريع أجندة السعادة.

أربع وحدات تعليمية

ينقسم دبلوم "تصميم الخدمات الرقمية" إلى أربع وحدات تعليمية بالإضافة إلى مشروع تخرج يجمع الدروس المقدمة خلال الدبلوم من أجل تحويلها إلى مشروع واقعي. وترتكز الوحدة الأولى على التقنيات الرقمية، ويتم خلالها التعرف على أساسيات التقنيات الناشئة الرئيسية، والتكامل بين الخدمات الرقمية وتقنيات الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين وأمن المعلومات.

وتتناول الوحدة الثانية أساسيات التصميم، وسيتم من خلالها تقديم نظرة شمولية للموضوعات الأساسية في منهجية التصميم مثل التفكير التصميمي، وهيكلة المعلومات، والواجهة الرقمية للمستخدم، وتصميم المحتوى، بينما تسلط الوحدة الثالثة من الدبلوم الضوء على طرق البحث، وسيتم تعريف المشاركين بشكل عملي بأهم أساليب البحث، بما في ذلك تصميم واعداد الاستبيانات، وتصميم المقابلات، والتحليل الكمي والنوعي، وعلوم البيانات.

أما الوحدة الرابعة فترتكز على تصميم الخدمات، حيث يتم خلالها جمع كل الوحدات المذكورة أعلاه معاً لإنشاء خدمات رقمية عالية الجودة وتوفير تجربة رقمية استثنائية. كما تغطي هذه الوحدة الفرق بين تصميم المنتج والخدمة، بالإضافة إلى الاختلاف بين الخدمات الرقمية والتناظرية، بما في ذلك رحلة المتعاملين والنماذج الأولية. ويضمن الدبلوم تطبيق التقنيات الرقمية بشكل صحيح عن طريق تصميم الخدمات في المدينة الذكية.

أما بالنسبة لمشروع التخرج، فقد تطلب من كل مشارك اختيار موضوع المشروع من مجموعة محددة مسبقاً في بداية الدبلوم. وكان بإمكان المشاركين العمل بشكل فردي أو في مجموعات صغيرة، والخضوع لتقييم من محاضري الدبلوم، وذلك بهدف تطبيق ما تم تعلمه خلال الدبلوم على مشروع قابل للتطبيق.

وكان من أبرز المخرجات المتوقعة من الدبلوم، فهم متعمق للتقنيات الرقمية الناشئة ومعرفة فوائدها الكبيرة في تصميم الخدمات الرقمية؛ وكذلك فهم الجوانب والعمليات الرئيسية لتصميم الخدمات؛ وفهم طرق البحث التي يمكن تطبيقها في تصميم الخدمة وتقديمها، بالإضافة إلى تطبيق المشروع.

وبعد الانتهاء من الدبلوم، أصبح أخصائيو تجربة المدينة الذكية مكتسبين خبرة ومنظوراً جديداً للخدمات الرقمية، وهو ما سيسهم في تحسين تجربة الخدمات الرقمية في دبي من خلال تفعيل منظومة التحول الرقمي المستمرة.