كرّم سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي الرياضي، الفائزين في الدورة الثانية عشرة لجائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي والتي حَمَلَت عنوان "التنوّع" وذلك في الحفل الختامي الذي نظمته الجائزة بهذه المناسبة مساء اليوم (الخميس) في "أوبرا دبي".
وقد بدأت مراسم الحفل بعزف النشيد الوطني لدولة الإمارات، تلته كلمة ترحيبية ألقاها سعادة علي خليفة بن ثالث، أمين عام الجائزة، وجّه خلالها جزيل الشكر إلى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، لرعاية سموه للجائزة بما لتلك الرعاية من أثر كبير في تطورها على مدار دوراتها المتعاقبة، ومنذ تأسيسها في العام 2011.
وتطرق بن ثالث في كلمته إلى السبب وراء اختيار التنوع عنواناً لهذه الدورة من الجائزة وقال: "يعد التنوّع أحد أهم أسرار الكوكب الذي نعيش عليه .. والذي يتوجب علينا أن نعيد فهمهُ برغم الأُحادية الفكرية السائدة. لقد خُلِقنَا مختلفين وورثنا الأرض متنوعة لحكمة .. ومُنِحنا خمسَ حواسٍ لندركَ ما حولنا .. وإدراكنا لم يتطابق لحكمةٍ أيضاً".
وأضاف: "إن تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، ونموذج الريادة الإماراتية على الصعيد العالمي، ارتكزا على فلسفة التنوّع. وتبقى الفنون من أرقى أدواتِ تحسينِ الحياة".
وأشاد علي بن ثالث بتفوّق العدسة الإماراتية والعربية في هذا المحفل الدوليّ، معتبراً أن التفوّق الإماراتي بفوز المصوّرة الإماراتية "فاطمة الموسى" بجائزة الشخصية الفوتوغرافية الواعدة، والمصوّر الإماراتي "عبدالله البقيش" بالمركز الثالث في محور التنوّع، ما هو إلا تجسيد لرؤى تأسيس الجائزة والتسارع الحقيقي لصناعة النتائج المستدامة فيها، لافتا إلى أن الحضور الإماراتي المميّز في محفل عالميّ هو إنجاز يحق أن نفتخر به ونطوره بشكلٍ مستمر.
كما عبَّر بن ثالث عن سعادته بالفوز الكويتي الثلاثي وبالإنجاز الثنائي المتميز للمملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان، وبالحضور الفلسطينيّ الـمُشرّف، قائلاً: الاحترافية العربية للفوتوغرافيا وصلت مرحلة عُليا من الجديّة والإبداع، 40% من الفائزين في هذه الدورة يمثّلون دولاً عربية ويفرضون أنفسهم على الساحة العالمية"، مُعلناً في ختام كلمته عن محور الدورة القادمة وهو "الاستدامة".
الجائزة الكبرى .. حيواتٌ مُدمجة .. ومُدهشة
وقد قام سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم بتكريم الفائز بالجائزة الكبرى البالغة قيمتها 120 ألف دولار، والتي كانت من نصيب المصوّر الإيطاليّ "ماسيمو جورجيتا" والذي وثّقت صورته كائناً مدهشاً من فصيلة قنديل البحر الغلالي "Jellyfish Tunicate"، وفي داخله وعلى سطح جسمه عددٌ من الكائنات التي تعيش داخل وخارج جسمه.
جوائز خاصة
كما كرّم سموه الفائزين بالجوائز الخاصة، حيث نال لقب الجائزة التقديرية المصوّر الهولنديّ "فرانس لانتينج" نظراً لإسهاماته الفوتوغرافية المميّزة، حيث حصد عشرات الجوائز والألقاب والتكريمات المرموقة وبعض كتبه اُعتبرت ضمن الأكثر تأثيراً في القرن العشرين، وكان له الفضل في استقطاب الاهتمام العالمي بقضايا بيئية مهمة.
أما "جائزة صُنّاع المحتوى الفوتوغرافي" فقد مُنِحت للمصوّرة الأمريكية "مارغريت ستيبر" التي وصفتها مجلة "ناشيونال جيوغرافيك" عام 2013 بلقب "صاحبة الرؤية"، وهي زميلة مؤسسة غوغنهايم بالإضافة لعملها لصالح مجلة نيوزويك ووكالة أسوشيتد برس، وتُعرض صورها في عدة أماكن عريقة في العالم منها مكتبة الكونغرس الأميركي.
وكانت "جائزة الشخصية الفوتوغرافية الواعدة" من نصيب المصوّرة الإماراتية "فاطمة الموسى" تقديراً لحضورها الفني المتوهّج من خلال منهجية بصرية تعتمد الأبيض والأسود بعيداً عن تشتيت الألوان، وإبداعها في استحضار الماضي وتخليد التاريخ وتجسيد تراث الأجيال السابقة وثقافتهم وأسلوب حياتهم، حيث تصبو فاطمة إلى مشاركة إرثها وثقافتها من خلال أعمالها، وإلى تسليطِ الضوء على قِيم الانسجام والتعايش.
جوائز "التنوّع"
وكرم سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، كذلك الفائزين بمحور "التنوّع"، وكان المركز الأول من نصيب المصوّر "إيمري بوتيو" من هنغاريا، تلاه ثانياً المصوّر العُماني "محمد البحر رواس"، وفي المركز الثالث جاء المصوّر الإماراتي "عبدالله البقيش"، بينما حَجَزَ المصوّر الكويتي "محمد يوسف الكندري" المركز الرابع، تاركاً المركز الخامس لمواطنه المصوّر الكويتي "محمد القطان".
جوائز المحور العام ومحور "ملف مصور"
وقد كرَّمت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيس والمدير التنفيذي لهيئة المُسرّعات المستقلة لدولة الإمارات للتغير المناخي، الفائزين في المحور "العام – الملوّن" حيث فاز بالمركز الأول "الكسندر شيهونين" من روسيا الاتحادية، وحلّ ثانياً المصوّر الكويتي "بدر علي حسين"، بينما جاء المصوّر الهندي "هيرميس فالياندييل" في المركز الثالث. أما المحور "العام – الأبيض والأسود" فقد انتزع صدارته المصوّر "رافي كانت كورما" من الهند، تلاه ثانياً المصوّر السعودي "طالب عبدالله المري" وجاء ثالثاً المصوّر "سالم سلطان الحجري" من سلطنة عُمان.
كما كرّم معالي عبد الرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، رئيس مجلس أمناء الجائزة، الفائزين في محور "ملف مصوّر"، حيث فاز المصوّر الأسترالي "سكوت بورتيلي" بالمركز الأول تلاه "عارف هودافردي يامان" من تركيا في المركز الثاني، أما المركز الثالث فكان من نصيب الأمريكي "برنت ستيرتون" وتلاه في المركز الرابع "أنطونيو أراغون رينونسيو" من إسبانيا، ثم المصوّر الهولندي "جاسبر دوست" في المركز الخامس.
حضر حفل التكريم كل من معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، ومعالي حصة بنت عيسى بوحميد، مدير عام هيئة تنمية المجتمع، ومعالي محمد أحمد المر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم.
محور الفن الرقميّ .. استحواذ نسائي مُستحق
إلى ذلك، قام ماجد عبدالرحمن البستكي، عضو مجلس أمناء الجائزة بتكريم الفائزين في محور "الفن الرقميّ"، حيث حصدت المركز الأول المصوّرة "وانهوا تشاو" من الصين، تلاها المصوّر الفلسطينيّ "محمود الكرد" في المركز الثاني، ثم المصوّرة الألمانية "هانيلور شنايدر" في المركز الثالث، ومن السعوّدية فازت المصوّرة "جوهره سعيد الزهراني" بالمركز الرابع، أما المركز الخامس فكان من نصيب المصوّرة الروسية "ايرينا بتروفا".
جولة
وفي ختام الحفل، التقطت الصور التذكارية لسمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم مع الفائزين وأعضاء الأمانة العامة للجائزة وفريق العمل.
عقب ذلك قام سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، يرافقه سعادة علي بن ثالث، بجولة في المعرض المصاحب لحفل الجائزة، حيث أعرب سموه عن تقديره للأعمال الفائزة وما عكسته من مستويات رفيعة للإبداع في استخدام الكاميرا في نقل تفاصيل جمالية آسرة، استحقت أن تصل إلى منصة التكريم.
يُذكر أن "جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي" تأسست في العام 2011 ومقرها دبي، وتهدف إلى تعزيز الاهتمام العالمي والارتقاء بمستويات الأداء والإبداع في مجال التصوير وإنشاء قاعدة عالمية وتشجيع مشاركة المواطنين للمشاركة على نطاق أكبر في المسابقات والأنشطة الدولية ذات الصلة.