في إطار ترسيخ ثقافة الاستخدام الواعي للتكنولوجيا وتعزيز جودة الحياة في المجتمع، أطلقت هيئة دبي الرقمية بالتعاون مع كل من هيئة تنمية المجتمع وهيئة المعرفة والتنمية البشرية وهيئة الصحة بدبي، برنامج التوازن الرقمي وهو إحدى البرامج الاستراتيجية لهيئة دبي الرقمية، والذي يهدف إلى بناء مجتمع واعٍ بالاستخدام الإيجابي والمسؤول للتقنيات الحديثة، وقادر على مواجهة المخاطر السلوكية، الصحية، والاجتماعية المرتبطة بالإفراط أو الاستخدام السلبي للتقنيات، حيث تم توقيع الاتفاقية بين الجهات الأربعة خلال فعاليات جيتكس جلوبال 2025.
يهدف البرنامج إلى تمكين الأفراد من استخدام التكنولوجيا بأسلوب صحي وفعّال يحافظ على صحتهم ويعزز جودة حياتهم. كما يشمل رفع الوعي بمفاهيم التوازن الرقمي في المجتمع، وتمكين الأفراد من تطوير عادات رقمية صحية ومتوازنة، ودعم الصحة النفسية والجسدية من خلال الاستخدام الأمثل للتقنيات الحديثة وتعزيز جودة الحياة من خلال الاستخدام الإيجابي والمستدام للتكنولوجيا، بالإضافة إلى بناء بيئة تنظيمية ومجتمعية تدعم قيم التوازن والمسؤولية الرقمية. وينسجم البرنامج مع أجندة دبي D33 التي تستهدف تعزيز أفضل نمط حياة صحي، يقلل من عبء الأمراض المزمنة والنفسية على سكان دبي.
تعليقاً على هذه المبادرة صرحت معالي حصة بنت عيسى بوحميد، المدير العام لهيئة تنمية المجتمع في دبي: " في زمن أصبحت فيه الحياة الرقمية امتدادًا للحياة الواقعية، لم يعد التوازن خياراً، بل ضرورة لبقاء الإنسان حاضرًا، متزناً، ومتصالحاً مع ذاته ومع محيطه. إن مبادرة »التوازن الرقمي« تمثل أحد أهم أركان الرفاه المجتمعي في دبي، لأنها تنطلق من مبدأ أن التحول الرقمي الحقيقي لا يُقاس بحجم التكنولوجيا المستخدمة، بل بقدرة الإنسان على توظيفها بوعي ومسؤولية.
من خلال هذه المبادرة، نعمل على بناء ثقافة رقمية واعية تُمكّن الأفراد من إدارة حضورهم في العالم الافتراضي دون أن يفقدوا توازنهم في العالم الحقيقي، وتعزز الصحة النفسية والجسدية، وتُعيد ضبط علاقتنا بالتقنية كأداة للتمكين لا للاستهلاك.
إننا في هيئة تنمية المجتمع نؤمن بأن الرفاه الرقمي جزء لا يتجزأ من جودة الحياة، وأن الاستثمار في وعي الإنسان الرقمي هو استثمار في إنسانيته أولًا. ومع توقيع هذه الاتفاقية ضمن فعاليات جيتكس، نؤكد أن دبي لا تواكب المستقبل فحسب، بل تصنعه بروح إنسانية توازن بين التقنية والقيم، بين التطور والوعي، وبين التقدّم والاتزان."
وقال سعادة حمد عبيد المنصوري مدير عام دبي الرقمية: "نحن في حكومة دبي، وإن اختلفت مجالات عملنا، نستمد تعاوننا من وحدة الهدف المتمثل في خدمة الإنسان. وتأتي هذه المبادرة تكريساً لفهمنا المشترك حول ضرورة تحقيق التوازن الإيجابي بين التبني العالي للتكنولوجيا بأنواعها، وبين ضرورات الحفاظ على رفاهية الأفراد وصحة المجتمع. كما يأتي هذا البرنامج انسجاماً مع روح مبادرة "عام المجتمع" الذي أعلنه صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله للعام 2025. وفي هذه المناسبة أشكر شركاءنا في هذه المبادرة على دعمهم اللامحدود لجهود التحول الرقمي من خلال تحقيق العيش المتوازن انطلاقاً من أولوية الإنسان وخدمة المجتمع."
وقالت سعادة عائشة عبدالله ميران، مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي: "تهدف استراتيجية التعليم في دبي 2033 إلى تمكين الطلبة وتعزيز جودة حياتهم في رحلتهم التعليمية منذ مرحلة الطفولة المبكرة وحتى مرحلة ما بعد التخرّج. ويسعدنا التعاون مع شركائنا ضمن برنامج التوازن الرقمي لدوره في توفير بيئات تعلُّم آمنة ومحفِّزة للطلبة والمجتمع التعليمي، وبناء مجتمع واعٍ بالاستخدام الإيجابي والمسؤول للتقنيات الحديثة، وإثراء الوعي الرقمي لدى الأجيال الناشئة. كما نتطلّع إلى مساهمة البرنامج في بناء قدرات المجتمع التعليمي وتعزيز الأمان الرقمي للطلبة مع ترسيخ عادات رقمية صحية ومتوازنة ضمن بيئة مدرسية محفِّزة على التعلّم”.
من جانبه قال سعادة الدكتور علوي الشيخ علي، المدير العام لهيئة الصحة بدبي، إن إطلاق برنامج التوازن الرقمي، يعكس التزام دبي، وحرصها الشديد على دعم التحول الرقمي، وتعزيز توجهاته واستخداماته، بوصفه الأداة الرئيسة لتعزيز كفاءات ومهارات الابتكار في جميع المؤسسات.
وأكد سعادته أن هذا التحول لا يُعد مجرد انتقال أو تطور تقني، بقدر ما هو تحول ثقافي ومجتمعي شامل، يرتكز في أساسه على القيم، والمسؤولية، والوعي والإيجابية.
ويشمل البرنامج تطوير سياسات وإرشادات عملية للمدارس والجهات الحكومية والشركات والأفراد لدعم الممارسات الرقمية المتوازنة. وتصميم وتنفيذ حملات إعلامية وتعليمية لبناء وعي مجتمعي شامل حول التوازن الرقمي لكافة الفئات (الطلاب، أولياء الأمور، الموظفين، كبار المواطنين، أصحاب الهمم). بالإضافة إلى إطلاق ورش عمل، تدريب مدربين لسفراء التوعية الرقمية، وسيناريوهات عملية تعزز السلوكيات الرقمية المسؤولة.
هذه المبادرة تأتي تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة نحو بناء مجتمع رقمي صحي ومتوازن، وتأكيداً على مكانة دبي الرائدة في توظيف التكنولوجيا لخدمة الإنسان وتعزيز سعادته.