ضمن فعاليات اليوم لمنتدى الإعلام العربي في دبي .. نخبة من الإعلاميين والصحفيين المصريين يستعرضون مستقبل الصحافة المصرية في مواجهة الإعلام الرقمي
عبد اللطيف المناوي: "الصحافة المصرية بحاجة إلى التطوير وامتلاك أدوات الابتكار والتجديد وتطويع قطاعاتها لمواكبة تكنولوجيا الاتصال"
عماد الدين حسين: "المحتوى المتميز للصحافة المصرية هو الدعامة القوية التي تضمن حتى الآن استقطاب القارئ"
المسلماني: "الصحافة المصرية لا زالت قادرة على المنافسة بدليل حصول عدد كبير من الصحفيين والإعلاميين المصريين على الجوائز"
أجمع نخبة من الإعلاميين والصحفيين المصريين أن منظومة الصحافة المصرية بحاجة إلى التطوير وامتلاك أدوات الابتكار والتجديد وتطويع قطاعاتها لمواكبة تكنولوجيا الاتصال وما افرزته من نمط إعلام جديد، وذلك لتمكينها من المنافسة والحفاظ على المعايير المهنية واللحاق بركب التطور عبر التعامل مع واقع جديد فرضه ما يسمى بإعلام الانترنت والتواصل الاجتماعي.
جاء ذلك في جلسة "مستقبل الصحافة المصري" التي عقدت اليوم (الثلاثاء) ضمن فعاليات منتدى الإعلام العربي، المُقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بمشاركة عبد اللطيف المناوي، رئيس تحرير صحيفة المصري اليوم، وعماد الدين حسين، رئيس تحرير صحيفة الشروق، والكاتب أحمد المسلماني، رئيس مركز القاهرة للدراسات الاستراتيجية، وأدار الجلسة الإعلامي معتز الدمرداش، حيث استعرض المشاركون واقع الصحافة المصرية وسبل النهوض بها وملامح مستقبلها في مواجهة وسائل الإعلام الحديث.
في بداية الجلسة، استعرض الإعلامي عبد اللطيف المناوي التحديات التي تواجه الصحافة المصرية الورقية حاليا في ظل انتشار وسائل الإعلام الرقمي ومدى استعداد الصحفيين المصريين للتعامل مع الواقع الجديد ومواجهته، حيث اعتبر المناوي أن أساس الأزمة التي تواجه الصحف المصرية حاليا تتمثل في المشكلة الاقتصادية والافتقار إلى الدعم المالي اللازم لتطويرها، مستشهداً في هذا الصدد بإحصاءات وأرقام رسمية تشير إلى التراجع المستمر في أعداد النسخ الصحفية الموزعة على مستوى البلاد خلال الأعوام الماضية.
وأوضح المناوي أن إحصاءً أجراه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أظهر تراجع عدد النسخ الموزعة من الصحف في عام 2018 إلى نحو 1.4 مليون نسخة يومياً، ما يمثل تقريباً نصف عدد النسخ الموزعة في عام 2010، أي 2.8 مليون نسخة يومياً، كما تراجع عدد الصحف في 2018 إلى 70 صحيفة بدلاً من 142 في عام 2010.
وأكد المناوي أن الصعود الكبير لوسائل الإعلام الجديدة الذي أثَّر كثيراً على النماذج التقليدية للإعلام، خاصةً الصحف الورقية التي لم تعد المصدر الرئيسي للحصول على الأخبار، كما أصبحت غير قادرة على التعامل والتكيف مع التحديات التي فرضتها الأنماط الإعلامية الجديدة، مشيرا في هذا الصدد إلى أن نحو 65 في المئة من المصريين يحصلون على معلوماتهم من خلال ما يسمى بصحافة "الديجيتال". كما تطرق المناوي أيضاً إلى مشكلة تراجع المواد الإعلانية في الصحف المصرية، ما يشكل عائقا جديداً أمام عمليات تمويل الصحافة الورقية التقليدية.
وحول كيفية توظيف الصحافة المصرية إمكاناتها وأدواتها الحالية لجعلها قادرة على منافسة وسائل الإعلام الرقمي، أكد الصحفي عماد الدين حسين أن الصحافة المصرية لا زالت قادرة على المنافسة والتفوق مستشهد بحصول عدد كبير من الصحفيين والإعلاميين المصريين على جوائز عديدة ضمن جائزة الإعلام العربي لهذا العام، مؤكداً أن المحتوى المتميز للصحافة المصرية هو الدعامة القوية التي تضمن حتى الآن استقطاب القارئ بعيداً عن المحتوى المتواضع للصحافة الرقمية الذي يفتقر في معظمه إلى المصداقية.
وأكد عماد الدين حسين أنه إذا استطاعت الصحافة الورقية المصرية الحفاظ على محتواها المتميز وشمول موضوعاتها وتنوعها، فإنها ستكون قادرة على منافسة "السوشيال ميديا" بكافة منصاتها. وأشار إلى أن الصحافة الورقية تعتبر أهم منتج إعلامي قادر على الانتشار وفقا لقواعد صحفية ومعايير مهنية صحيحة، لاسيما وأن معظم مواد وموضوعات وتقارير "صحافة الديجيتال" تأتي من الصحافة الورقية التقليدية.
من جانبه اعتبر أحمد المسلماني أن الأزمة التي تعيشها الصحافة الورقية المصرية سببها الافتقار إلى الصحافة المتخصصة في مجالات العلم والفلسفة والأدب والتي تعيد على الأذهان قامات أدبية وعلمية كبيرة مثل نجيب محفوظ وأحمد زويل.
وفي ختام الجلسة، أوصى المشاركون بضرورة دعم الصحف الورقية وتطويرها من خلال الحفاظ على قيمها ومعاييرها المهنية الصحفية حتى تستعيد ثقة القارئ الذي يبحث عن المصداقية الإعلامية وجعلها قادرة على المنافسة من خلال تدريب وتأهيل كوادر صحافية جديدة على استخدام وتطويع التكنولوجيا الجديدة للاستفادة القصوى من "الرقمنة".
للمزيد من الصور والبيانات الصحافية حول منتدى الإعلام العربي، يُرجى زيارة https://bit.ly/3M1ledy