يجمع بين الرصانة والمحتوى النوعي ..دمج الإعلام الرقمي مع التلفزيوني يستفيد من مميزات المنصتين لصالح المتابعين
طوني خليفة: " دولة الإمارات كانت سبّاقة لوضع أطر قانونية تمنع التجاوزات على منصات التواصل وتحمي حقوق من يتعرض للإساءة عبرها"
- التأثير متبادل للارتقاء بقدرات رواد التواصل وتوفير تجربة جديدة للإعلاميين المحترفين
"الكثير من المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي يحملون رسالة إيجابية يمكن أن تفيد المجتمعات"
في إطار اليوم الأول لجلسات منتدى الإعلام العربي في دورته الـ20 التي انطلقت أعمالها اليوم في دبي، ناقشت جلسة " دمج الإعلام الرقمي مع التلفزيوني" التي استضافت الإعلامي اللبناني طوني خليفة وأدارتها الإعلامية هبة الأباصيري، من قناة "سي بي سي" المصرية، كيفية الاستفادة من المعايير المهنية التي يعمل بها التلفزيون ومميزات منصات التواصل الاجتماعي، لتوثيقها ضمن تجربة إعلامية مفيدة للمتلقين.
وبدأ خليفة بالحديث عن بداية تفكيره في إطلاق قناة "المشهد" وحرصه على تبني هذه التجربة الأولى من نوعها بما يضمن تحقيق نجاحها خلال الفترة المقبلة، مبيناً أن توأمة المحتوى الإلكتروني مع التلفزيوني، لطالما كانت هدفاً يسعى إلى تحقيقه من خلال تقديم تجربة إعلامية نوعية تحظى بالاستمرارية، وأن سبب اهتمامه بذلك هو تعزيز الاستفادة من المحتوى الثري والجيد الذي يوفره التلفزيون، والذي يتمتع بضوابط مهنية وأخلاقية كبيرة كونه يلامس كافة أطياف المجتمع، مع السمات الإيجابية التي تحظى بها منصات التواصل الاجتماعي، ضمن ضوابط شخصية وأفكار تقدم بطريقة سريعة ومختلفة، والمؤثرين الذين يديرونها ويتابعهم الملايين حول العالم.
وأضاف أنه بدأ هذه التجربة عندما أطلق برنامجه "سؤال محرج" عبر منصة "صوت بيروت إنترناشونال" الإلكترونية، وانتقال بثه من الديجيتال إلى الشاشة حين عُرض عبر قناة "إل بي سي آي"، وكيف أنها لاقت نجاحاً مقبولاً، ما جعله يُقبل على خوض تجربة إطلاق قناة المشهد، مشيراً إلى أن خفوت وهج الفضائيات واتجاه العالم إلى الصناعة الرقمية، يجعل من مثل هكذا تجارب أمراً جديراً بالاهتمام، لتقديم محتوى إعلامي نوعي، يوائم كافة أطياف المجتمع بما يتوافق مع مبادئ ومواثيق العمل الإعلامي المهني.
رسالة إعلامية
وتابع أنه ضد الرأي القائل بانخفاض وقلة الاهتمام بالتلفزيون وما يقدمه من محتوى، ومن ثم الذهاب نحو مقولة انقراضه، وأن هذه العبارة قد تناولها البعض قبل ذلك بخصوص الصحف أيضاً، مبيناً أنه لا مجال لتلاشي هذه المنصات الإعلامية المهمة لصالح منصات أخرى جديدة يمكنها أن تحل مكانها، مشيراً إلى أن كلمة "إعلامي" يجب أن يتصف بها كل شخص عمل في هذين القطاعين، ولذلك لا يجب أن يتم إطلاق هذا التوصيف على رواد منصات التواصل الاجتماعي.
وذكر أن هناك كثيراً من المؤثرين العاملين في وسائل التواصل الاجتماعي، ويحملون رسالة إيجابية يمكن أن تفيد المجتمعات، ولذلك فإن استقطاب هذه النماذج ووضعها في إطار مهني من شأنه إيصال رسالة إعلامية راقية، يعد أمراً ذا أولوية بالنسبة إليه، وهو ما تعمل على توثيقه تجربة تلفزيون "المشهد" ومن جهة أخرى يستهدف إنعاش التلفزيون، الذي أصبح لا يستقطب الكثيرين لمتابعته مثلما كان في الماضي.
قوانين مهمة
وتطرق الإعلامي اللبناني إلى أهمية القوانين والضوابط التي تحكم منصات التواصل الاجتماعي، لافتا أنه لا يوجد في عالمنا العربي من هذه التشريعات ما يسيطر على تجاوزات منصات التواصل الاجتماعي ويمنع تجاوزها، باستثناء دولة الإمارات العربية المتحدة التي استطاعت بقوة أن تضع قوانين وتشريعات يمكن من خلالها منع أي تجاوزات تصدر من هذه المنصات وحماية من يتعرض للإساءة عبرها، وأنه إذا استطعنا في منطقتنا العربية أن نعزز هذا التوجه، وإصدار التشريعات التي تنظم هذه المنصات، سوف نوفر إعلاماً هادفاً وبناء.
وأكد أنه يجب الحفاظ على الخيط الرفيع الفاصل بين التلفزيون ومنصات التواصل الاجتماعي لصالح الطرفين بما يضمن تطوير أدائهما والارتقاء بقدراتهما والعاملين فيهما، وأن يكون هناك تأثير متبادل فيما بينهما بما يعود نفعاً على المجتمعات، إذ يجب على القائمين على هذه التجارب إضفاء طابع خاص لها، يميز تجربتهم ويجعلها تستقطب متابعين، يسعون للحصول على محتوى يلبي رغباتهم.
واختتم طوني حديثه بالتأكيد على أهمية توفير معايير نجاح تضمن استمرارية مثل هذه التجارب، ومن بينها، المهنيّة وجاذبية المحتوى، واستقطاب أصحاب تجارب مفيدة من مشاهير منصات التواصل الاجتماعي، لتوفير تجربة مشاهدة ومتابعة كبيرة، و أن تتمتع هذه التجارب بجاذبية التلفزيون ورصانته واحترافيته، ودمجها بمميزات منصات التواصل من حيث المباشرة والتلقائية، ومناسبة ما يتم تقديمه لأجيال جديدة، هجرت مشاهدة التلفزيون بحثاً عما يعبر عنها ويعكس شخصيتها.
يُذكر أن منتدى الإعلام العربي الـ20 يشارك فيه أكثر من 3000 من المسؤولين الحكوميين وقيادات المؤسسات الإعلامية الإماراتية والعربية والعالمية، ورؤساء تحرير الصحف وكبار الكُتّاب والمفكرين، والمعنيين بقطاع الإعلام على امتداد العالم العربي، ضمن الحدث الإعلامي الأكبر من نوعه على مستوى المنطقة.