نظمت غرف دبي فعالية "حوار الاتجاهات العالمية" بهدف استشراف آثار التحولات الاقتصادية الدولية على مشهد الأعمال ودعم جاهزية القطاع الخاص لمواكبة هذه التغيرات، وتحقيق النمو عبر تبني المرونة في ممارسة الأعمال، بالإضافة إلى تسليط الضوء على دور دبي كمحور أساسي للتجارة العالمية ومركز استراتيجي يربط بين الأسواق الناشئة والمتقدمة.
وبحضور معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة غرف دبي، وسعادة محمد علي راشد لوتاه، مدير عام غرف دبي، انعقدت الفعالية اليوم في مقر غرف دبي تحت شعار "مواكبة المتغيرات العالمية واستثمار الإمكانات المحلية لتحقيق النمو المرن"، واستقطبت 150 مشاركاً من الخبراء وممثلي الشركات العاملة في مجموعة واسعة من القطاعات.
وتضمنت الفعالية ثلاث جلسات مهمّة شارك فيها نخبة من الخبراء وقادة الأعمال وصنّاع القرار، مجموعة من الرؤى الاستراتيجية القيّمة حول أهم الاتجاهات التي ترسم ملامح قطاعات الأعمال على المستوى الدولي، مع التركيز على مستقبل القطاع الصناعي والنقل وسلاسل الإمداد وحركة التجارة العالمية.
وقال معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة غرف دبي: "تعتمد مرونة اقتصاد دبي على استشراف التحولات الدولية والتعامل معها ضمن استراتيجيات استباقية ومدروسة. ونحرص في هذا الإطار على دعم قدرة القطاع الخاص المحلي على تبني الاستراتيجيات الملائمة لمواكبة التغيرات الطارئة على المشهد الاقتصادي العالمي، بما يساهم في تعزيز المقومات التنافسية للقطاع الخاص المحلي، ويعزز جاهزيته للاستفادة من الفرص الجديدة والمساهمة بفعالية في نمو الاقتصاد الوطني".
وتناولت الجلسة الأولى اثر التغييرات في الرسوم الجمركية العالية بإعادة تشكيل ديناميكيات التجارة العالمية وتداعياتها وتحول المسارات التجارية. فيما استعرضت الجلسة الثانية مستقبل التصنيع وأبرز التقنيات المتقدمة التي تُحدث تحولاً نوعياً في القطاع الصناعي، مثل الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، وإنترنت الأشياء؛ كما سلّطت الضوء على الدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه شركات دبي في قيادة موجة التحول الصناعي المقبلة.
وركزت الجلسة على تطور دور الذكاء الاصطناعي من مجرد أداة مساعدة إلى منظومات تشغيلية متكاملة تساهم في زيادة الإنتاجية ورفع كفاءة العمليات، وضرورة مواكبة استراتيجيات البيانات المؤسسية لتطورات تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى جانب الحاجة الماسة لإعادة تأهيل وتطوير مهارات القوى العاملة لمواكبة هذا التحول التقني المتسارع.
وتطرقت الجلسة الثالثة للتحولات العميقة التي تشهدها سلاسل التوريد العالمية، بما يشمل التركيز على الأسواق القريبة جغرافياً للعمليات التجارية وسلاسل الامداد وإدارة التكاليف، إلى جانب استخدامات الذكاء الاصطناعي في إدارة العمليات اللوجستية، وتعزيز الشحن المستدام، وضرورة بناء شراكات قوية بين القطاعين الحكومي والخاص، إلى جانب الارتقاء بمستويات الابتكار والتحوّل الرقمي والمرونة التشغيلية، بما يُمكّن الشركات من التكيّف بسرعة مع المتغيرات المتسارعة وتحقيق النمو في بيئة مليئة بالتحديات. كما ناقشت الجلسة الفرص التي تتيحها هذه التحولات لدبي لتعزيز مكانتها كمركز عالمي للابتكار في قطاع اللوجستيات وموقعها المحوري كجسر يربط بين الشرق والغرب وبوابة نحو الفرص والأسواق الواعدة.